11- رباعــيات ليــــل

رباعــيات ليــــل
مسافر أنت يا ليل في أعماق أحزاني
فارفق بجرحي فإن الجـرح أدماني
قد ضاع أملي وتاهت فيه راحلتي
وصار أمسي ويومي سرّ أشجاني
مازلتَ تذكر كم كانت ليالينا
نوراً توضأ طـهرا في مآقينا
وذاب فيها الهوى كأساً يداعبنا
وكنتَ فيها نديم الأنس تسقينا
وكان نجــمكَ في عيـنيه مصعدنا
وبين عزف النخيل وهمس الشوق معبدنا
تحنو علينا فنفني في تجمعـــنا
ويصمت الصمت لو نأوى لمرقدنا
وكنتَ يا ليل في صدق تصادقنا
وفي دخائل قلبك تُخفينا وتَصدُقنا
كأن قــلبك أمٌ في تـــوددها
وكنت في رقة الأنسام تشجينا وتسكرنا
أسرفتَ يا ليل في ظلمي وإظلامي
وصار لونك يحكي لون أيامي
والصمت في عينيك أشواك تمزّقني
والهمس فيك مناحات لآلامي
قتلتَ يا ليل عمري وانمحى فرحي
وكنت نعم الصديق يسوؤه جرحي
هانت عليك عهود الدهر أجمعها
ألا تَعود تُعيد الروح في مرحي ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق