26- غــرباء في زمـن غـريب

غــرباء في زمـن غـريب
غريبٌ ذلك الزمن
يبددنا
يمزق ذاتنا إرباً
يبدلنا
فلسنا اليوم ما كُنّـاه بالأمس
ولو أنّـا تهامسنا
فليس الهمس كالهمس
حنان كان يجمعنا
ورفق فيه مضجعنا
تغيرنا .. تبدلنا
وحتى لو تآنسنا
نبث السم في الأنس
أنا ما عدتُ أعرفني
أبي ما عدت أعرفه
زمان ضاع فيه الحب .. والأحباب
ضيّعني
فيومي لم يعد ملكي
وعمري ينطوي مني
وألهث خلف أقداري أسابقها
تسابقني .. ولا أدري
بأنّي حين أسبقها . أُمكّنها فتصرعني
فقدنا الحب .. معناه
قتـلناه
سَقـيناه شراب المر
شريناه بحبات من البُـر
نسـينا
أنه يبقى إذا بالروح صنّاه
نسينا
أنه يحيا إذا بالود عشناه
فضاع الحب من يدنا
بأيدينا ... أضَعناه
غريبٌ ذلك الزمن
صنعناه بأيدينا
فراح اليوم يجحدنا
تغير محور الأرض ومالت عن أمانينا
بأيدينا زرعنا الورد أسراباً
وألوانا
وقلنا الخير يُـثمِره
بأعيننا رعيناه
بأدمعنا رويناه
فلما صار عملاقاً
إِذاهُ الشوكُ يُدمينا
جلسنا حولنا نبكي
ونصرخ
من سيَبـكِينا ؟ !!
سؤال بات يشغلني
يردد
من سيَبـكِينا ؟ !!
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق