29- "وجرحكِ أهون منه المنايا"

"وجرحكِ أهون منه المنايا"
وتصدق فيكِ جميع الحكايا
وغمز العيون
وهمس الشفاه
ويصدق ما قيل في الجهر
أو في الخفايا
وتصفع وجهي أحاديث شتى
ولوم المُليـم
ونصح النصوح
وأحداث تجرى تعيد الرِّوايا
بدأنا وكنت أصارع موجاً
غريقاً بدوتُ
وشطآن ضلت طريقي الشقي
ودربي تزمجر فيه البلايا
وقد ضاع يومي
كما ضاع أمسي
نساني الزمان
عفاني المكان
غريباً جفاني جميع البرايا
بدأنا وعمريَ يبدو ذبيحاً
فأيامي تدمي
وأقداري تعوي
وليلي سقيم سفيه السجايا
ضللتُ الطريق
فقدتُ الصديق
أنادي فأسمع أصداء صوتي
فما مستجيبٍ لصوتي سوايا
رأيتكِ بين الظلام وميضاً
كطوق النجاة
وإشراق صبحٍ يزيح الظلام
ويجلو سمايا
وجدت ابتسامكِ عطرا يفوح
وعينيك حضنا
وكفيك دفءا
وصوتك يأسو احتراق دمايا
ظننتك أمسي الذي ضاع مني
ظننتك يومي الذي غاب عني
حسبتك شمسي التي قد توارت
تعود
فتهدي إليّ خطايا
فأغلقت أذني
وأطبقت عينيَ عن سخرياتٍ
وعن همهماتٍ
تحرِّق ليلي وتكوي عضايا
وكذبت فيك حديثا يُـثار
وهمسا يدار
وأقوال تعلن عما قريبٍ
تصير حطاماً وتمسي بقايا
وكـذّبتُ أنكِ ما صنتِ يوما
عهودا عهدتِ
وعودا وعدتِ
وأنكِ غدر عميق الدنايا
وكذبتُ أن دموع الوفاء
تُراق لديكِ
تهون عليكِ
فلا تأبهين بدمعٍ يُراق
أتعني السباعَ دماءُ الضحايا ؟ !!
ويصدق ما قيل عنك وفيك
خداعٌ هواك
ظلامٌ ضياك
وجرحكِ أهون منه المنايا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق