فـليـتَها يـوماً تعـود
وتضجّ أنفاسي وتصرخ مقلتي
وتهيم روحي في مسالك دربها
أين النهار ؟ وأين مشرق شمسها ؟
كم سرتُ فيه إلى سرائر ذاتها
كم عانق الزهر الشجيّ أريجُه
وسَرَت على خديه حمرة خدها
كم راح نور الفجر يرسم فتنةً
لو داعبته لآلئ في ثغرها
كم تاه ذاك الدرب في أقرانه
وسما على كل الدروب بعطرها
وتراقصت فيه المباهج كلما
جادت عليه بلفـتةٍ من جِـيدها
كيف استحال إلى قفار ؟ هدّني
لا خِل فيه ولا رقائق همسها
ما باله قد صرت فيه كأنني
شبح غريب تاه في أطلالها
ما باله وتحطمت فيه المنى
وانزاح منه الفرح في أعقابها
ومضى المشيب يشيع في جنباته
وعلا صراخ الصمت في أوصالها
درب تأرّق بالهموم وبالأسى
ودموعيَ اليَـقظَى تحن لمهدها
فيه السكينة والوداعة والندى
وبدفئه تهـنا القلوب بقربها
يا مهدها المسهود للنجم تشتكي
فيذوب دمع النجم في أنّاتها
وتظل تشكو بالجراح وبالدما
من وحشةٍ ألقت عليك بظلها
يا دربها المكلوم بالليل تهتدي
هل غاب خلف الليل مَهبِط وحيها
أم أنها ترنو إليك ببسمةٍ
تجلو بها عنكَ الجراح بسحرها
يا ليلها المقروح قد ضقتَ بالجوى
وجفاكَ طعم النوم منذ رحيلها
وتشارك النجمات عيناك لم تنم
تبدو شهيداً هام في محرابها
كم كنت تقضي العمر ثملاً لو دنت
أو إن روتك بنظرةٍ من عينها
فلتبك ما شئت البكاء فليتها
يوماً تعود . أو أن تجود بوصلها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق