32- "من لي سواكِ ؟"

"من لي سواكِ ؟"
نبقى معاً .. نبقى معا
لا ترحلي
إن الرحيل يميتني
استـنشق الأنسام عـشقاً
في رحابك
وحين افتقد الخطا
فعميق قلبكِ مسكني
آوي إليه فاحتمي
من غدر أيامي ، وقبضة أقدُري
كالطفل في حضن الأمومة
للأمان يردني
كالقَطر في مهَج الورود
يُروّي في حناياها أغاريد المنى
فتقوم فيه وتنثني
لم ترتضي قتل الزهور ؟
ودمعة الأحلام
حين يلفها ليل ظلوم
بالهموم يهدّني
لم ترتضي الأشواق
تقذف جمرها في أضلعي ؟
وتحيل أيامي أسىً
وجحيمها يكوي الفؤاد
يحيطني
أخلصتُ مذ كان الزمان
براعماً
تحبو بآمالٍ
وترقب في غد روضاً
تفتح زهره في أعيني
أخلصتُ مذ كنا
وكان وجودنا
وتفتحت عيني وعينكِ
عن هوىً
صاغ الوجود
وللوجود يعيدني
أفنيت عمري في هواكِ
وأقمت عشك في دمي
وجعلت من جفنيّ مهداً تسكنيه
ووسادك العينان
في جلالك تنحني
نبقى معاً .. نبقى معا
لا ترحلي
يكفينا ما صنع الرحيل
أحالنا أشلاء بعثرها سدى
وأضاع نبضي من دمي
وتداخلتْ فيه الرؤى
أحزان أمسي تشتكي
وجراح يومي تنتحب
وغدي يفتش في الحطام
عن أمنياتٍ . كان رددها فمي
لا أحد يمسح دمعتي
لا أحد يؤنس وحدتي
الناس لا تغنيني عنكِ . وإن تفانَـوْا
والبعد يطحن أعظُمي
من لي سواكِ إذا بكيتُ
بكى دماً وتفرقت أوصاله
من لي سواك إذا فرحت
كأنما مَلَكَ الوجود
وغردت ألحانَه لغةُ الطيور
تهوى إليه .. وتنتمي
نبقى معاً .. نبقى معا
لا ترحلي
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق