21- وليــتكَ لا تعــود

وليــتكَ لا تعــود
أو ليس بيديّ أقبرتك ؟
وواريتكَ النسيان
وألقيتكَ بعيداً .. بعيداً
دون آهةٍ أذرفها عليك
أو أنّةٍ تسكبها ضلوعي
بعد أن صرت مسخاً
لا لون لك ، ولا معنى ، ولا هوية
بغيضاً
أبغض منّي إليّ
كيف أحببتك يوما ؟ !!
مازلت تدور دوران الأرض
وتعود بملامحك الفجة
وخطواتك الجوفاء
وأنفاسك التي تقطر ليلاً
وجرحك الغائر في حناياي
غير عابئ بتوسلات دمائي
قد استبدلتَ قلبكَ صخراً . بغير عروق
وعبّـأت مشاعرك بلاده
ثم تأبى إلا أن تعود
وليتك لا تعود
ما عدتُ أذكرك
وما عاد ترددك على يسعدني
وبريق عينيك ما عاد يبهرني
مات كل شئ فيك وفيّ
صرتَ ظلاماً بلا فجر
وسرابا تائها في أمواج العمر الغارب
تتقاذفك أعاصير الضياع الحمقى
ويدفع بك إليّ قـدر أعمى
ثم تأبى إلا أن تعود
وليتـكَ لا تعود
الشمس الدامية وقت الغروب
والدماء المتفجرة من شرايينها
تصبغ شفاه الأفق
بلون الموت الشاحب
حيث تتهاوى رويداً .. رويداً
غارقةً في دمائها
ويموت النهار
ويسربله رداء قاتم سابغ
كم تمنيتُ أن تكون هو
لكنك تأبى إلا أن تعود
وليتك لا تعود
يا يوم مولدي
**************
قصيدة (ليتكَ لا تعود) نُشرت للشاعر إبراهيم أبو بكر فى موقع دنيا الرأى رابطhttp://pulpit.alwatanvoice.com/content-200801.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق